×

قصة قبلة القط والإمام…دروس رحمة الاسلام في رمضان

قصة قبلة القط والإمام…دروس رحمة الاسلام في رمضان

“إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات”

“كان الامام يتلو بداية الركعة”فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة

نعم مشهد يستحق المليار الذهبي من المشاهدة في ساعات قليلة. هذه الايقونة التي تحولت الى لقطة كونية تغزو وسائل الاعلام ووكالات الانباء ناهية عن مواقع التواصل، هو مشهد القط الذي عانق الامام وليد مهساس في الجزائر وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح في منتصف شهر رمضان. انه الامام الرحيم صاحب القط او الهر كأنه أبو هريرة العصر الحديث اسوة بصاحب الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانت تسكن قطة في كم قميصه.

مقطع الفيديو الذي انتشر صفحات التواصل الاجتماعي بدأ عندما قفز القط في حضن الامام وهو خاشع في الصلاة فخطف القلوب والانظار بردة الفعل والتفاعل بين الامام والقط. كنت اظن وانا احد المشاهدين أن الامام سيفزع من القط الذي قفز بين ذراعيه وهو يقبضها اثناء الصلاة وان المصلين ربما سيفسد القط الوافد بقفزته على كتف الامام خشوعهم في الصلاة بين يدي ربهم وهم يتلون القران الكريم.

ما زاد المشهد خفقانا وشوقا الى معرفة ردة فعل الامام، هو ما بدا عليه الامام في خشوعه وهو لا يرف له جفن، وربما ليست المرة الاولى التي يزوره هذا القط اللطيف فيكون قد انس احدهما للآخر.

والشعور الاكثر خفقانا هو المصافحة الريحمة التي تلقى بها الامام القط وانسجام القط مع حركة الصلاة وتلاوة القران الكريم. فرد مسحات الامام على فروه بقبلات على خده بعد ان استقر لبضع ثواني على كتفه الايسر كانما حمل رسالة شكر وتقدير او كانه اراد بطوافه القصير ان يؤكد وصف رسول الله محمد صلى الله عليه “وسلم لهذا الكائن الاليف بقوله : “إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات

وكالة رويترز تحتفي اعلاميا بالامام والقط

طافت القطة على الامام في بضع ثواني كانت كافية لتغزو قلوب الانسانية وتحمل رسائل الرحمة والتألف وقيم الإسلام السمحة في التعامل مع الحيوان ناهيك عن حسن التعامل بالمعروف والاحسان والرحمة بين الناس.

مشهد يختزل الدعوة المحمدية التي بلغت الافاق بمعاني الرحمة “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”. فالمسلمون رحماء بينهم غلاظ وأشداء على من عاداهم وعادى الاسلام، دين التوحيد، وهو الدين عند الله “ان الدين عند الله الاسلام”، الذي جاء به جميع الانبياء والرسل ودعت اليه جميع الشرائع والكتب السماوية.

رحمة وجدها القط من إمام كفيف، مبصر، مضيئ البصيرة بما تنزل من رحمة الله على قلبه ومن ألفة بينه القط الذي قد نظن انه لا يفقه من كلام الله شيئا، ولكن يقينا كما جاء في القرآن الكريم أنه يسبح ضمن من يسبح من البشر والدواب والشجر والحجر والجن وما ظهر وما خفي من المخلوقات في السموات والأرض

قد نحمل المشهد اكثر من يحتمل من التاويلات والتفسيرات ولكن هذه الصورة وهذا المشهد هو لائد قابل للقراءة والتحليل والتأويل العاطفي والقيمي والانساني والديني وربما لا يتنافى مع ما هو عقلاني من حيث علاقة الانسان بالحيوان.

علما وان القط هو اول من ألف الانسان وهو من دخل في حياة الانسان على عكس الحيوانات الاخرى التي جلبها الانسان من البرية وسعى الى تدجينها وتربيتها وتكثيرها والاستفادة منها. بل ان القط يبدو اقل الحيوانات افادة مادية للانسان باستثناء ضيد الفئران والحشرات. في حين تشير دراسات علمية الى ان القطط تسحب من الانسان الطاقة السلبية من الانسان ومكان سكنه. فتكون الالفة هنا متبادلة بين رحمة الانسان بهذا المخلوق ورد الجميل الايجابي من القط. ولا غرابة ان القط في الحضارة الفرعونية له حضور بارز في المساكن في حين اتخذتها حضارات اخرى كرمز عقائدي.

إرسال التعليق