×

لاعداد عصيدة المولد: هكذا دليلة “الزقوقو” من نار الفرن “و”الحرائق

لاعداد عصيدة المولد: هكذا دليلة “الزقوقو” من نار الفرن “و”الحرائق

ريبورتاج ناجح الزغدودي

تحشر دليلة جسدها المنهك وسط فرن ساخن شبيه بمغارة ضيقة، لتقلب حبات الصنوبر الحلبي لتنضج قرب اللهب ويسهل استخراجها. تسارع حركاتها رغبة في الخروج من الحفرة الساخنة الخانقة بدخانها اللزج الشبيه بالقطران.

تخرج دليلة حبات الزقوقو وتذريها وهي تنظر حصيلة يومها الذي بدأته قبل طلوع الفجر. لا تكاد نار الفرن تخمد ودليلة تنهي استخراج حفنة الزقوقو حتى يعود زوجها وابنتها من رحلة جمع “الزموم” كما ينطقه أهالي زغدود من ولاية القيروان او كرد الزقوقو وتعد الفرن من جديد وتعد نفسها لزيارة تلو الزيارة.

تشترك دليلة مع الحمار وابنتها في مساعدة زوجها على تحصيل مورد رزق العائلة من الجبل. ومع المخاطر الصحية للدخان الأسود السام الذي أحال زوجها إلى الإنعاش مرارا، تواجه العائلة عقبات ومعاناة يومية اقلها ندرة حبات الزقوقو مع الخشية من التعرض لعقوبات استغلال الغابة المحيطة بهم والخطايا المالية التي ترهق العائلة بدل مساعدتها.

دليلة تتحدث عن واقع حياتها وحياة ابنها المعطل عن العمل

دليلة هي العنصر الأكثر تعرضا للمخاطر الصحية و تعتبرها تضحية منها في سبيل اعاشة أبنائها منهم خريج الجامعة المعطل عن العمل وتلاميذ الباكالوريا والفتاة المريضة. تستغرب دليلة من حملة مقاطعة الزقوقو بسبب غلاء سعره من عام لآخر وتشرح حجم المعاناة في سبيل الحصول على كمية قليلة بالكاد تساعدها على مجابهة مصاريف الحياة الأغلى من الزقوقو وتعتبر ان قرارات المقاطعة يظلم عائلتها ويبخس جهدها ويهدد حياتها هي وأسرته وسط الجبال في عزلة وفقر وجوع ومخاطر كثيرة.

يبلغ ثمن كيلو حبات الزقوقو هذه التي تخرج من الفرن ومن بين حرائق يدي دليلة بثمن 25/23 دينار للكلغرام ولكن دليلة وزوجها لا يبيعانه بهذا الثمن وانما يحصلان على مبالغ زهيدة مقارنة بحجم العمل والمعاناة والمخاطر.

وتدعو دليلة الحكومة الي مساعدتها في تشغيل أبنائها بعد أن ضاقت بهم السبل واشتد بها التعب وخارت قواها وقوي زوجها المريض بضيق تنفس مزمن جراء هذا العمل المسبب لامراض جهاز التنفس. .

إرسال التعليق